إقسم أنى حر.. عجبا.. لماذا القسم؟ هل للحرية هذا القدر والتقدير الذي يحتاج لقسم، ألم نولد أحرارا، ونموت أحرارا، أين ما يقيدنا في شيء أو عن شيء، أين القيود.. أين!!
يا ســـــادة..
أنها في الداخل في عمق العمق، لذلك لا نراها، وان إخبرنا احدهم بوجودها إندهشنا، وحتى إن علمنا نحن بوجودها نتجاهلها لنظل نلقى اللوم كله على خارجنا فقط أيا كان ما هو.
نعم إن اقوي مبيدات الحرية هي عقولنا المغلقة، وأكثر الأسلحة ضراوة للحرية هي قلوبنا الزائغة، التي لا تعلم ثباتا ولا يقينا لتعلم وقتها اتجاها في الحياة، وتدرك ماهية الحرية.
رحمة الله على عالمنا الدكتور احمد شفيق عندما قال: الغرب ليسو بحاجة لحرب نووية أو قنابل أو طائرات وصواريخ، ليسو بحاجة أصلا للتحرك من مكانهم، فيكفى أن يقومون بتحضير بعض الفيروسات في عبوات الصلصة والمربى الفارغة في معامل أشبه بمعاملنا التي نصنع فيها أدوية الأطفال الفاسدة في بير السلم يكفيهم ذلك لغزو هذا الشرق وتدميره، وقياسا وليس حديثا هذا القياس يكفى أن يلعب معنا الآخر أي آخر لعبة الحرب النفسية، لعبة الشك والتشكيك، الهدم والإحتقار، أنت خاطئ والدليل أنا.. يكفى ذلك ليشك الضعيف في إيمانه وفى حريته وعقيدته وكل ما بداخله، يكفى إقتناعا وتوحدا باى أخر أن أظنه صواب دائما ولا يخطئ على الإطلاق وان على إتباعه فهو سبيلي للحرية، وأي حرية في التبعية وأي حرية في تبعية زئبقية ليس منها شيء وبعد حين ليس منها شيء وللآبد وأخيرا وبعد مسافة من السير أفاجأ أنى لم أصل لشيء..
هكذا نحن الآن لا ندرى من نتبع، ولا عن اى حرية نبحث، وفى داخلنا كل القيود، كل أنواع القيود النفسية والعقلية، واللاشيء أيضا داخلنا جزء من هذه المعاناة، بل المعاناة بعينها فهو الذي يجعلنا دوما نحتاج لآخر يحررنا، ونتوهم في هذا أو ذاك انه السبيل عالم كان أم شيخ أم مهرج أيا كان، لنجد أنفسنا نتبع أشخاص، نتبع آخرين في نهاية المطاف نشقى بهم ولهم لا لأنفسنا ولا لشيء، ولن نكون أحرارا بصدق إلا إن توحدت الكلمة لا على أشخاص بل على يقين.
واليقين اصطلاحا: كما اجتهد فيه ابن قيِّم الجوزية 751هـ رحمه الله حيث نقل عن الخاصَّة مِنْ أهل العِلم في المدارج زُمرةً من التعريفات لليقين، وإنْ كانتْ هذه التعريفاتُ متباينةً من حيث المبنَى، إلا أنها متحِدة من حيثُ المعنى، ومن ذلك:
1= اليقين هو استقرارُ العِلْم الذي لا ينقلِب ولا يُحوَّل ولا يتغيَّر في القلْب.
2= اليقين هو النَّظرُ إلى الله في كلِّ شيء، والرُّجوع إليه في كلِّ أمر، والإستعانة به في كلِّ حال.
أنَّ اليقين هو:
¤ طُمأنينة القَلْب، على حقيقة الشيءِ وتحقيق التصديق بالغَيْب، بإزالة كلِّ شكٍّ ورَيْب.
إنَّ عماد تعريف اليقين هو: العِلْم المستودَع في القلْب، الذي يُعارِض اللَّبْسَ والتشكيك والرَّيب، وهو مِن الإيمان الجازم بمنزلة الرُّوح من الجسد، فقد أخرج الطبراني من طريق عبد الله بن مسعود، عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «إِنَّ اللَّهَ تَعالى بِقِسْطِه وَعَدْلِه جَعَلَ الرَّوْحَ والْفَرحَ في الرِّضا وَالْيَقِين».
يقول تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر:99]
الكاتب: أ. عفاف يحيى النجار.
المصدر: موقع رسالة المرأة.